احمد ياسين

الكتابة هي أن تترك بعضك على الورق، والفلسفة هي أن تبحث على بعضك الضائع، هنا أحاول الجمع بينهما باحثا وتاركا...شاركوني

حصري

Post Top Ad

Your Ad Spot

الأربعاء، 25 ديسمبر 2019

الرواية أخذا ورد...


الرواية : 
_يختلف التعريف العام لمفهوم الرواية من كاتب ، لناقد ، لناشر .. الخ ، لطالما تضاربت النظريات لإعطاء ذلك . _مفهوم الرواية_
_ إن الرواية هي أكبر الأجناس القصصية حجما وذلك يعود لطول قصتها مع تشبيع الوصف لإيصال الفكرة التامة للقارئ ، لتتجسد القصة على شكل شخصيات وأحداث حقيقية أو خيالية من نسج خيال الروائي.
_صنفت الرواية على أنها سرد نثري طويل مبني على حبكة محكمة وحكي قصصي .
أول رواية في العالم هي رواية تحت عنوان "الحمار الذهبي" للكاتب والخطيب والفيلسوف الأمازيغي النوميدي "لوكيوس أبو ليوس" لتدخل بعد ذلك عالم الأدب وتصنف نفسها جنسا مهما ، وبالرغم من التجاذب والاختلاف الذي طرأ بعد ظهورها الأول في العالم العربي أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين إلا أنها أبرزت مكانتها على يد كتاب العرب المسيحيين العائدين من البعثات والرحلات العلمية إلى أوروبا، وهذا ما يبين لنا أن الإحتكاك بين العالمين العربي و الغربي هو ما يشكل تبادل الثقافات والحضارات .

للرواية عناصر بناء حددت في : 
_ الشخصيات .
_ الحبكة .
_ الموضوع .
_ الزمان و المكان .
_ الأحداث المتصاعدة .
_ الذروة .
_ الحوار .
_ حل العقدة .
كما أننا نجد أنواعا عديدة للرواية منها : 
العاطفية ، البوليسية ، التاريخية ، الواقعية ... الخ 
_ إن الرواية هي واحدة من أكبر التعويضات الممكنة التي ابتكرها الإنسان لحد الآن على حسب قول الروائي "كولن ولسن " ، كما أن العجز لرصد التحولات ونقل الأحداث الحقيقية من جيل لآخر هو ما دفع بالروائي " عبد الرحمان منيف " لقول : « إن الأجيال العربية القادمة ستحتاج قراءة الرواية لتتعرف على تاريخها ».
_ تميزت الرواية منذ ظهورها في العالم العربي بجودة مضمونها لطالما كانت تعطي صوتا لمن لا يستطيعون سبر أغوار حياتهم إلا على أرض الورق ، والممنوعين من الكلام كاللاجئين بسبب الاستعمار والمخطوفين والمساجين والرق ... الخ ، ليعبروا عما بجوفهم .

إلا أنها آلت لوضع مزري ، فهي اليوم تعطي صوتا للمكبوتين والمنحرفين والمرضى النفسانيين ليخرجوا ما بجعبتهم من رذائل ويصبوها في جوف الأدب بعيدا عن مجالس التأديب ، والسبب الرئيسي في هذا يعود إلى مواقع التواصل الاجتماعي الذي أضحى اليوم مشبعا بالكروش السردية الرديئة "على حسب قول الكاتب كمال الرياحي" بسبب منشورات دور النشر والنوادي التي تعد بجوائز وإغراءات مقابل نص أقل ما يقال عنه أنه خربشات لطفل في الثامنة من العمر .
والواقع أن الظاهرة لم تقتصر على الرواية العربية فقط ، بل اجتاحت حتى الرواية العالمية مما دفع بالروائي الايطالي أمبرتو ايكو والأمريكي جوناثان فرنزان الى التحدث عن مواقع التواصل الاجتماعي التي تعطي حق الكلام لفيالق من الحمقى ويتحول المشهد الأدبي لكافيتيريا مدرسية بها صبية من طلبة الصف الثاني إعدادي.

_ الرواية تحتضر على أيادي الحمقى ، والأدب قد أصبح حلبة مصارعة يفوز فيها من حصل على أكبر نسبة من اللايكات ، وهنا يتحقق قول الروائي "ميلان كونديرا " حين قال : « الروائي الذي يكتب لتصفية حساباته محكوم عليه بالاخفاق الجمالي الكلي والمؤكد».







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

Your Ad Spot