إلى أوّل حفنة تراب أكلتها وأنا صغير، وغطتني وأنا أعانق التراب في قبري، إلى آخر حبة شكولاطة أكلتها من يدكم أصدقائي، وإلى مهدي الأول الذي كان عبارة عن ألواح ودسر. من هناك يبدأ شوط الميلاد، تنطلق صافرة البداية معلنة ميلاد طفل آخر إلى هذا العالم، سيزاحم السبعة ملايير ليصنع لنفسه إسما، لونا، وطنا، مكانا...والكثير الكثير من الأمور، سيبكي على أمور تافهة يقاتل لأجل أمور أتفه، يتسلق سلّم الحياة روّيدا روّيدا، سيلعنه بعضهم، يفرح به البعض الآخر، يموت لأجله بعضهم، ويموت هو لأجل البعض الآخر، يحبّه بعضهم ويحبّ هو البعض الآخر، سيكتبه التاريخ مجرّد يوم في دفتر عائلي، ستسجّله الساعة مجرّد دقائق ميلاد، بينما هو في الحقيقة أكبر من ذلك بكثير، لازال لم يختبر الحياة ولم يتذوّقها بما يكفي ليزدردها، قال له أبوه من بعيد:" يا بني إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم ..."، بينما يحمل مصحفه بنفسه ليقول:" إني جاعل في الأرض خليفة" نحن لم نخلق إلا لنتملّك الحياة، لنصنع منها مملكات خاصة بكل واحد منا، نكابد مدافعين عن هذه المملكات، نرسم منعرجات الحياة كل يوم بينما ترسمنا الحياة في كل لحظة من لحظاتها.

درسي الأول مع الحياة كان عن الوطن، ليست أوطاننا من يخوننا بل نحن من يخون الأوطان، نحن من يخون الأصدقاء، ألم يقولوا أن الأصحاب أوطان تسكننا؟ لا كذبوا الأصدقاء أوطان نسكنها وتسكننا، لا صداقة من طرف واحد، ولا خليفة من دون عرش.
درسي الثاني في الحياة كان مع الحضور، كانوا يحيطون بي من كل جانب، أ لم يعلموا أني أحتاج لفسحة أستريح فيها؟ لابد أن أتنفس، حين كانوا يحيطون بي اشتقت إلى نفسي، أن أتحدّث معها، أن أحاورها، لكنّهم كانوا يحيطون بي من كل جانب، فكيف نتحدّث مع انفسنا بينما الكثير من الأنفس تحتاجك وتحيط بك؟ ألا نستطيع ان نجعل لنا مكانا وسطا بين الحضور والغياب، ان نحضر بالقدر الذي يمنعهم من أن يسمونا غائبين، ونغيب بالقدر الذي يسمح لهم بأن يسمونا حاضرين.
درسي ما بعد الأخير في الحياة ولأن دروسها أكبر منّا جميعا ولن أتعلّمها كلّها، أن لا تعبد العروش، لا تعبد الأشخاص واعبد المبادئ، لأن الأشخاص يغيبون بينما المبادئ لا تفعل، لا تعبد كل جالس على عرش عاجي بعيد يراك صغيرا وتراه أصغر، وحيّ العرش الخليّ من الملوك، لأنّه عرش لم يجعل أحدهم يركبه.
وقبل أن أكمل حفنتي الأولى من التراب تذكّرت أننا في الأخير حفنات تراب متنقّلة، حفنات تراب لا تزهر ولم تتعلم كيف تفعل ذلك، لأنها أقسى مما يجب فانّا أن يزهر فيها نبات، حاولنا جاهدين ولما أزهرنا كنّا مجرّد أوراق صفراء ما لبثت أن حملتها الرياح فما ذنبها؟
القدر هو الريح الصرصر العاتية التي ستحملنا يوما فاستعدوا للرحيل، على ألواح ودسر، على همسات الرياح، في الأظرفة الترابية التي سيحملوننا إليها ويعودون تاركيننا وحدنا، القدر وحده هو الريح التي لا ذنب لها.
وسندرك نتأخرين أنّ كل ما كان ليس إلا .... أحلام وردية...

درسي الأول مع الحياة كان عن الوطن، ليست أوطاننا من يخوننا بل نحن من يخون الأوطان، نحن من يخون الأصدقاء، ألم يقولوا أن الأصحاب أوطان تسكننا؟ لا كذبوا الأصدقاء أوطان نسكنها وتسكننا، لا صداقة من طرف واحد، ولا خليفة من دون عرش.
درسي الثاني في الحياة كان مع الحضور، كانوا يحيطون بي من كل جانب، أ لم يعلموا أني أحتاج لفسحة أستريح فيها؟ لابد أن أتنفس، حين كانوا يحيطون بي اشتقت إلى نفسي، أن أتحدّث معها، أن أحاورها، لكنّهم كانوا يحيطون بي من كل جانب، فكيف نتحدّث مع انفسنا بينما الكثير من الأنفس تحتاجك وتحيط بك؟ ألا نستطيع ان نجعل لنا مكانا وسطا بين الحضور والغياب، ان نحضر بالقدر الذي يمنعهم من أن يسمونا غائبين، ونغيب بالقدر الذي يسمح لهم بأن يسمونا حاضرين.
درسي ما بعد الأخير في الحياة ولأن دروسها أكبر منّا جميعا ولن أتعلّمها كلّها، أن لا تعبد العروش، لا تعبد الأشخاص واعبد المبادئ، لأن الأشخاص يغيبون بينما المبادئ لا تفعل، لا تعبد كل جالس على عرش عاجي بعيد يراك صغيرا وتراه أصغر، وحيّ العرش الخليّ من الملوك، لأنّه عرش لم يجعل أحدهم يركبه.
وقبل أن أكمل حفنتي الأولى من التراب تذكّرت أننا في الأخير حفنات تراب متنقّلة، حفنات تراب لا تزهر ولم تتعلم كيف تفعل ذلك، لأنها أقسى مما يجب فانّا أن يزهر فيها نبات، حاولنا جاهدين ولما أزهرنا كنّا مجرّد أوراق صفراء ما لبثت أن حملتها الرياح فما ذنبها؟
القدر هو الريح الصرصر العاتية التي ستحملنا يوما فاستعدوا للرحيل، على ألواح ودسر، على همسات الرياح، في الأظرفة الترابية التي سيحملوننا إليها ويعودون تاركيننا وحدنا، القدر وحده هو الريح التي لا ذنب لها.
وسندرك نتأخرين أنّ كل ما كان ليس إلا .... أحلام وردية...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق