احمد ياسين

الكتابة هي أن تترك بعضك على الورق، والفلسفة هي أن تبحث على بعضك الضائع، هنا أحاول الجمع بينهما باحثا وتاركا...شاركوني

حصري

Post Top Ad

Your Ad Spot

الخميس، 11 يناير 2018

رسالة بدون ظرف - رسالة إلى الله








رسالة إلى الله.

لست أدري كيف أبدأ، ما أعرفه أنّ كل رسائلنا تبدأ باسمك، كما أننا كثيرا ما نفكّر فيمن نكتب إليه، لكن هنا العكس حاصل، أنت الوحيد القادر على فهم كلامي كاملا، لهذا سأدخل في الموضوع مباشرة.
بسمك أما بعد:
اعذرني على سذاجتي ربما، لكنهم علّموني أن أكون كذلك، أحاول جاهدا أن أكسر تلك الأصنام التي أدخلوها في عقلي وقالوا لي صدّقها، يا رب قالوا لي وأنا صغير ـ وأنت بهم أعلم ـ قالوا لي :" لا تكذب لأن الله سيعذّبك"، كبرت لأجد الكبار يحترفون الكذب، فهل تعذّب الصغار فقط؟".
ليس هذا فقط، غالبهم يتغنى أنه الحارس لدينك ورسالتك، ألست الحارس الأفضل لها بينما نكتفي بتلقّف ما استطعنا منها؟ غالبهم يدّعي أنه الموضّح والفاهم لها، ألم تكن رسالتك واضحة إلى هذه الدرجة؟
اعذرني على وقاحتي يا رب لأني لا أفهم كل هؤلاء الذين يتغنّون باسمك على ألسنتهم بينما يسكن الشيطان باطنهم، هل يكفي أن ينطق أحدنا اسمك حتى يكون في طريق غير طريق الشيطان؟
قالوا لي كثيرا عنك، أنك الأكبر، الأعظم، الأجمل، بينما خرّبوا كلّ الصفات الصغيرة منها وأردوا أن أفهم منهم ما يريدون قوله عنك، ألم يعلموا بما يكفي أنّك اكبر من ذلك بكثير، فلماذا يتعبون أنفسهم؟
سأكتب إليك مباشرة بعيدا عن سذاجة البشر والناس، إليك أنت وحدك يا رب، مدرك انّك كنت معي في كل الاوقات وستكون هناك بانتظاري في اوّل وآخر خيبة أمل أتعرّض لها، لهذا لن يكفي أن أشكرك لأنك تبقى بعيدا دائما عن كل الكلمات.
بعيدا عن عجرفتي كبشري أردت أن أشكرك على كل المساعدات التي تقدّمها لنا، لكننا لم نرد أن نساعد أنفسنا فشككنا فيك، وقلنا ألا يستطيع الله أن يوقف هذه الحروب؟ حقا نحن حمقى، لأننا نصنع أشياء كالحروب، ثم نقول لماذا لا يغيّر الله كل هذه الأشياء.
          قالوا أنّ لكل شيء سببا ولكل موجود موجد، فقالوا عنك من خلق الخالق؟، أعذرهم كثيرا لأنهم حمقى ولم يكتشفوا بعد كيف لهم أن يسمّوك خالقا ثم بحثوا عمّن خلقه، لا يمكن للمسبب أن يساوي المسبّب الذي تسبّب فيه. عجرفاتهم كبيرة جدّا، لكن رحمتك أوسع، لهذا شكرا لك.

          يحتاج الكثير من أصدقائي ومعارفي مساعدات نفسية ومالية، متيقّن أنّك تسمع توجّعاتهم، وبعضهم لن تساعدهم ما لم يساعدوا أنفسهم، لكن أرجوك أن تعجّل لهم بهذه المساعدات فبعضهم لا يطيق صبرا.

هناك تعليقان (2):

  1. وفقك الله أستاذي، دوما ما تشعرني بالوجود اوبالاحرى بسر الوجود

    ردحذف
    الردود
    1. وإياكم أخي، مشكور جدا على المتابعة

      حذف

Post Top Ad

Your Ad Spot