احمد ياسين

الكتابة هي أن تترك بعضك على الورق، والفلسفة هي أن تبحث على بعضك الضائع، هنا أحاول الجمع بينهما باحثا وتاركا...شاركوني

حصري

Post Top Ad

Your Ad Spot

الخميس، 7 نوفمبر 2019

بين المشجّع الوهمي والقارئ الحقيقي






غلب على الساحة الأدبية وفرة التدوين وتعدّد المواضيع الرائجة والتقليد حتى في القوالب الأدبية السابقة كمحاكاة لقامات أدبية عربية وعالمية، لكن ما لم يتمكن الكاتب المعاصر من معالجته هو ترك بصمته كقارئ معاصر، فنتج لنا في خضم هذا الزخم المعرفي الهائل الأنفة والترفع وحب الظهور حتى من المشجعين الواقعيين من الزملاء والأحبة يظهرون بوجه ثم يختلفون بوجه صادم، أما من جهة المثقف الذي يكتب ولا يقرأ لكاتب مثله أو ربما صديقه وجاره فتلك هي نقطة الجدل الواقعية الملموسة في الوسط الثقافي والأدبي.
 فكثيرا ما نمر على مجالس الكتاب فلا نجد إلا الكاتب والغرباء ممن يحبّون القراءة أو موظّفين في مختلف المجالات، في حين يسجل الغياب بالجملة للكاتب الصديق أو الكاتب القريب، أو أبناء الحي أو المدينة، والسبب الرئيس في ذلك يعود لنعرة نفسية تجعل الكاتب يرى نفسه في خانة لا يمكنه التنازل عنها كي لا تؤخذ منه، ومن دروس السابقين كعلماء الدين والادب والشعر كانوا يجتمعون في أسواق مشهورة ونواد معروفة وحتى دور التعليم طيلة مراحل تطور الادب بمختلف اجناسه ومؤلفاه ومخطوطاته الثمينة، أما اليوم فنحن لا نرى لمثل ذلك العمل الذي يصقل البنان وينمي اليراع ويزيد القريحة صلابة في بذل المزيد.
 
فهل يمكن التعارف فقط لرؤية المستوى أو التنافس الخفي أو الموازنة الشكلية فقط؟ أم لإثبات وجود واه لكاتب تنقصه الشجاعة الأدبية؟ إننا في حالة وهمية لمقارعة الأقلام بالسلب والابداع ولد للايجاب والتغني بالعربية والفكرة والرسالة والمغزى والتوثيق؟ كل تلك الأسئلة تبقى في نظر الكاتب حسد، وفي نظر القارئ ظلم، وفي سجلّات الثقافة عيب، وفي حق الكتاب والكتابة خروج عن المسار لنحدد ثقاف بلد نحدّده بتكاثف جهود المتعلّمين سواء كانوا من القراء أم الكتاب، سواء كانوا أترابا أم مختلفي أجيال، كما أنّ تثمين الكتاب لا يتأتى من قريب أو صديق للكاتب، بل ممن يفقهون اللغة والأدب، ويملكون القرائح السليمة التي تنصر في مجملها القيم الدينية والأخلاقية والانسانية التي تميّز المجتمعات وتزيد في القراء حب التمتع بها والاستفادة منها وانتظار ما يأتي من المفكّرين سليمي المبادئ كما أنّ المشجّع الحقيقي لا يكمن في صورة تجمعك به ولا كلمة تملق في حضور الجميع، بل المشجع الذي إذا ذكر الكاتب والكتاب شجّع السائل على قراءته.

بقلم: هاجر بن جمعة 30/10/2019


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

Your Ad Spot