احمد ياسين

الكتابة هي أن تترك بعضك على الورق، والفلسفة هي أن تبحث على بعضك الضائع، هنا أحاول الجمع بينهما باحثا وتاركا...شاركوني

حصري

Post Top Ad

Your Ad Spot

الثلاثاء، 10 سبتمبر 2019

بين الأدب واللاأدب شعرة بسيطة...

 










بين الأدب واللاأدب شعرة بسيطة...



     قد يكون الأدب قفزة في الابداع والخيال، ذلك أنه صناعة الجديد من القديم، وبما أن الانسان كائن متجه الى غاية ما فهو يقوم على تتبع طرق مختلفة في الوصول إلى هذه الغاية الواحدة وهي كتابة شيء يستحق القراءة الحقيقية ( لأن هناك قرّاء كثر غير حقيقيين)، وهذا ما يجعل الكتاب مختلفين في ابداعاتهم وقصصهم وخفقاتهم.
على طول خط الكتابة كان الأدب صديقا ملاصقا لها، ولا أظن تسمية الكثير من الكتابات بالأدب من نقيض الصدفة، فالأدب إنما يورّث تصورات وأفكار وأخلاق، نختلف حولها أو نتفق إلا أن الأدب في الأخير انما يريد الهروب من اللاأدب، فالكتابة تسمح للانسان أن يكون ما لا يمكنه أن يكونه في الواقع، إنه صانع صغير يخلق شخصياته وأماكنه أوزمنته ليأخذ بيد القارئ وسط أكاذيب ويصدمه بجدار الحقيقة، لكن على النقيض من ذلك وبعد أزمة القيم التي نعيشها والتي امتدت بدورها إلى الأدب، بل كان منطلقها في الغالب، لاحظنا بروز أنواع جديدة لا يسمح لنا بوصفها أدبا، وإلا كنا بذلك قد انتقلنا إلى مفهوم آخر سمّه ما شئت إلا أن تسميه أدبا، ويدخل في هذا جملة من الأسباب منها: 
- تسرع الكاتب المبتدئ لبلوغ النجومية سواء بتسلّق الآخرين وهذا ما يبرز في سرقات أدبية بالجملة، أو ربط بين جمل من الأنترنت لتنتج في كتاب مع دار نشر ويتغنى صديقنا بأدبه. 
- اللاحرفية التي تتمتع بها غالبية دور النشر للأسف، في تقبل كل الكتب الموجهة للطبع. 
- تسليع الأدب وجعله مجرّد سلعة، ولا نشير هنا إلى تثمين العمل فالكاتب في الأخير محتاج إلى تثمين عمله، إنما نقصد أن يكون الأدب موجها للبيع والبيع فقط، خاليا من أي ابداع أو بحث في الافادة. 
- غياب سؤال لماذا تكتب؟ عن ذهن الكاتب أو الاجابة عنه بطريقة خاطئة، فالكثير يجيبك حين تسأله لماذا تكتب؟ لكن الاجابات تختلف في صراحتها وصدقها والواقع يكشف ذلك. 
- وأخيرا وليس آخر اختلاط الأدب باللاأدب، نظرا لغياب الفهم والمقصد ويمتزج في ذلك ما سبق من نقاط.
      ربما لم نجمل كل الأسباب التي جعلت الأدب يهوي إلى القاع في الغالب، وبروز أطفال بثياب كتاب في الكثير من المناسبات، ولست ضد أن يكتب صغير السن كتابا رائعا، لكن الواقع يثبت أن غالبية هؤلاء الكتاب المنتشرين حولنا إنما صغار سن وكتابة، وإن كان منهم بعض الذين اجتهدوا ولازالوا في تقديم الأفضل للقراء، فالأدب في الأخير اللاأدب لا يفصل بينهما إلا خيط رفيع، فكلاهما يستخدم الكلمات، وكلاهما يُطبع في كتب وروايات، لكن الأدب له معنى واللاأدب لا معنى، الأدب يحيلك إلى الأدب، واللاأدب يحيلك إلى اللاأدب أخلاقيا.
    وكم من متغن بالليبيرالية والحرية :" أنا حرّ فيما أكتب"، يقع فرسة ذاتيته ونزعاته النفسية المقهورة ليختصر الأنا الانساني في أنا ضعيف يائس، فينسب الكل إلى الجزء، وبذلك يطل على العالم من ثقب باب ولا يراه كلّه، ويحكم على الفيل بامساك ذيله فقط فيقول:" هو يشبه المكنسة". ولست أدّعي أنني من المتضلّعين في الأدب إنما نحن نجود بالمستطاع في سبيل بلوغ ذلك، وقد نسقط أحيانا فرائس للاأدب لكن علينا تدارك الخطأ وتصحيح المسار لنصعد بالأدب، فإن إنزاله سهل وبسيط، والله من وراء القصد...
أحمد ياسين يوم 10/09/2019
على الساعة 16:46

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

Your Ad Spot